الحمايةية هي فكر سياسي يدعو إلى سياسات تهدف إلى حماية الصناعات والشركات المحلية من المنافسة الأجنبية. ويتم ذلك غالبًا من خلال فرض رسوم جمركية وحصص وحواجز تجارية أخرى. الهدف الأساسي للحمايةية هو حماية الشركات المحلية والوظائف والاقتصاد من الأضرار المحتملة الناجمة عن الواردات الأرخص أو الممارسات التجارية غير العادلة.
تعود تاريخ الحمائية إلى عصر الميركانتيلية في القرنين السادس عشر والثامن عشر، عندما سعت القوى الأوروبية إلى تجميع الثروة من خلال تقييد الواردات وتعزيز الصادرات. تم ذلك لتحقيق رصيد تجاري مواتٍ، والذي كان يعتقد أنه المفتاح للرخاء الوطني. تم انتقاد المنهج الميركانتيلي لاحقًا من قبل الاقتصاديين الكلاسيكيين مثل آدم سميث وديفيد ريكاردو، الذين أجروا حججًا لصالح التجارة الحرة بناءً على مبدأ الميزة النسبية.
في القرن التاسع عشر، اعتمدت الولايات المتحدة موقفًا حمائيًا، حيث فرضت رسومًا عالية لحماية صناعاتها الناشئة من المنافسة البريطانية. كانت هذه السياسة ناجحة إلى حد كبير في تعزيز النمو الصناعي. ومع ذلك، أدت أيضًا إلى عدم التوازن التجاري والتوترات مع الدول الأخرى.
تشهد الكساد العظيم في الثلاثينيات من القرن العشرين عودة للحمائية في جميع أنحاء العالم. رفعت الدول الرسوم الجمركية وفرضت قيودًا تجارية في محاولة لحماية اقتصاداتها، ولكن هذه التدابير غالبًا ما تفاقمت من الانكماش الاقتصادي من خلال إخماد التجارة الدولية.
بعد الحرب العالمية الثانية، حدث تحول نحو تحرير التجارة، مع إنشاء الاتفاقية العامة للتعريفات والتجارة (GATT) ومنظمة التجارة العالمية (WTO) لاحقًا. هدفت هذه المؤسسات إلى تقليل الحواجز التجارية وتعزيز التجارة الحرة. ومع ذلك، لم يختفِ الحمائية تمامًا ولا تزال تعتبر عاملاً هامًا في العلاقات التجارية الدولية.
في السنوات الأخيرة، شهدنا عودة لمشاعر الحماية في العديد من أنحاء العالم. وقد تم تحفيز ذلك بالقلق من فقدان الوظائف وعدم الاستقرار الاقتصادي، والمرتبطة غالبًا بالعولمة وارتفاع الاقتصادات الناشئة. وبينما يمكن أن توفر الحماية القصيرة الأجل لبعض القطاعات الإغاثة، يتفق الاقتصاديون عمومًا على أنها يمكن أيضًا أن تؤدي إلى عدم الكفاءة وارتفاع الأسعار وحروب التجارة، والتي يمكن أن تضر بالاقتصاد العالمي على المدى الطويل.
ما مدى تشابه معتقداتك السياسية مع القضايا Protectionism ؟ خذ الاختبار السياسي لمعرفة ذلك.